موارد بشرية
يكتبها سالم القلاف
- كبير آمري الموارد البشرية
- فريق عمل الموارد البشرية (للغاز) – شركة نفط الكويت
في العقدين الماضيين، ساهم علم الموارد البشرية في تطور أداء الشركات والمؤسسات إلى مستويات عالية، بل أصبح التميز بين كبرى الشركات يعتمد بشكل جوهري على قدرة تلك الشركات على إدارة وتنظيم مواردها البشرية ضمن خطط وبرامج عمل تشمل التأهيل والتدريب والتقييم والإجازات وغيرها.
النجاح في مواجهة التحدي:
ولقد واجهت إدارة الموارد البشرية في شركة نفط الكويت تحديا كبيرا وفريد من نوعه يختلف عن باقي الوزارات والمؤسسات وذلك بسبب اللوائح الخاصة بشركة نفط الكويت والتي تلزم رب العمل في تعويض أي نقص يطرأ على عدد العاملين في النوبات من خلال العمل الإضافي كما تحظر اللوائح الاستعانة بأي عامل لا يحمل نفس المسمى الوظيفي للعامل المجاز الأمر الذي يكلف الكثير من الأموال وصعوبة في إدارة النقص والتعويض.
ففي مجموعة عمليات الغاز في شركة نفط الكويت التي تضم منشآت عديدة يعكف على تشغيل كل منها عاملين موزعين على أربع نوبات، ولا تتعدى الزيادة اللازمة لتغطية نقص الإجازات 25%. بمعنى أنه في حال ازداد طلب عاملي النوبات على الإجازات السنوية والجزئية في نفس الوقت سيكلف ذلك مبالغ هائلة لتعويض النقص بالعمل الإضافي.
لذلك فقد تم وضع خطط للإجازات السنوية تساهم في الاستجابة لرغبات العاملين في الإجازات وتفهم ظروفهم دون الإخلال بالاستراتيجية العامة التي تهدف لمنع النقص الشديد في وقت ما. ولكن أصبح من الصعب تطبيق الخطة بسبب الأعداد الكبيرة لعاملي مجموعة عمليات الغاز وغموض تداخل الإجازات في المستقبل القريب خصوصا أن هذا التداخل يتأثر باختلاف التصنيف الذي قد يكون تصنيف المنشآت أو تصنيف النوبات.
النظام الذكي:
أصبحت هناك حاجة لتطوير نظام ذكي يستطيع حساب وتقدير تواريخ ومناطق الزيادة والنقص باستخدام الحساب الكمي لدعم اتخاذ القرارات المناسبة فيما يخص طلبات الإجازات وتفادي الدخول في مرحلة النقص.
وبالنظر لمعدلات الزيادة والنقص نتيجة الإجازات، يتوجب إجراء عمليات نقل وتدوير بين عاملي النوبات لاستغلال الزيادة في تعويض النقص الذي سيتسبب في تكاليف إضافية يمكن تفاديها.
لذلك قام فريق مكون من مجموعة عمليات الغاز ومجموعة عمليات مساندة الغاز في شركة نفط الكويت بطرح فكرة برنامج يعالج بيانات الإجازات من خلال وظائف كمية توضح الزيادة والنقصان في الشهرين التاليين لدعم اتخاذ أفضل القرارات فيما يتعلق بالإجازات والتدوير. وتم اعتماده وتطبيقه من قبل فريق نظم المعلومات وفريق عمل الموارد البشرية (للغاز).
ومن خلال تطبيق هذا البرنامج اصبحت هناك رؤية واضحة لمكامن النقص والزيادة كما هو موضح بالجدول أعلاه، وعليه أصبح باستطاعتك تغطية أماكن النقص من خلال تدوير العاملين من الأماكن التي بها زيادة بعدد العاملين. ومنذ تطبيق البرنامج انخفضت التكاليف المالية المرتبطة في العمل الإضافي حيث انخفض معدل ساعات العمل الاضافي من ألف وثمانمائة ساعة بالشهر الى ما دون المائتي ساعة في الشهر الواحد.