إعداد المهندس فيصل سالم اليماني
عضو جمعية المهندسين الكويتية وعضو هيئة تدريب في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب .
تتميز تصاميم بعض الفلل السكنية في الكويت بالتنوع والاختلاف من حيث الطراز المعماري ، غير أن البعض منها يتجاهل كل مدارس الهندسة وتغيب عنها الهوية المعمارية التي تتلاءم مع طبيعة البيئة الكويتية .
علاوة على ذلك نجد أن التصاميم المعمارية للفلل السكنية لا تقتصر على مدرسة معمارية بعينها بل تتنوع ما بين الطراز الأوروبي والأمريكي والإسلامي والأندلسي والتصاميم الحديثة أو ما يطلق عليها (المودرن ) وغيرها.
ويعد هذا التنوع أمرا جيدا يصب في إطار إثراء التصاميم الهندسية خاصة التنوع المدروس الذي يبتعد عن الخلط بين أكثر من طراز معماري في الفيلا الواحدة مما يشكل عنصرا جماليا خاصة مع الاهتمام بنوع مواد الكسوة الخارجية ولونها الذي يعمل على ابراز التصميم بشكل جيد .
ومن جانب آخر يجب التركيز على إبراز وايضاح الهوية المعمارية في مناطق الكويت حتى تتميز بالطابع الخاص أسوة ببعض الدول الأخرى كالأوروبية مثلا ، حيث أن التنوع المعماري العشوائي والتخبط بالتصاميم كما نشهده في بعض المباني في وقتنا الحالي مع عدم الالتزام بطابع معماري معين أدى الى تشوه الصورة الجمالية للمناطق السكنية .
ونشدد في هذا المبحث على أهمية وجود مناطق ذات طراز معماري موحد وذلك للحفاظ على الطابع العام للمنطقه .
أن الأنواع المختلفة من العمارة هي مرآة تعكس حالة الشعوب الاقتصادية والدينية والاجتماعية ، كالعمارة الإغريقية والرومانية والإسلامية وغيرها ، وينطبق هذا الأمر على صاحب المنزل حيث أن ثقافته تؤثر في نوع التصميم المستخدم في بيت العمر .
وهنا يأتي دور المهندس المعماري ومسؤوليته تجاه صاحب المنزل المقبل على البناء ، وذلك من خلال تقديم النصيحة والتوجيه للحصول على تصميم معماري ومدني جيد من ناحية الشكل والكلفة ، محققا في نفس الوقت رغبات كل من يريد بناء بيت العمر ، باختيار التصميم المعماري الذي يتلاءم مع احتياجاته الحالية والمستقبلية في حدود امكانياته المادية ، إلى جانب ضرورة اعتماد البساطة والمرونة في التصميم حتى يلائم المجتمع الكويتي وتقاليده ، والانتباه الى اختيار مواد البناء والكسوة المناسبة التي تتناسب مع طبيعة الطقس في الكويت الذي يتميز بالحرارة والغبار والرطوبة في كثير من أشهر السنة .
أن التقدم العلمي الحاصل في مجال الدراسات الهندسية والتطور في نوعية مواد البناء ، والخبرة المكتسبة للأيدي العاملة ، أدت إلى اختلاف المباني الحديثة وتميزها عما كان في السابق ، وذلك من حيث استخدام التقنية و التكنولوجيا وتبلور نظاما جديدا ما يسمى بالأبنية الذكية التي تعتمد على توفير شبكات الانترنت وآليات التحكم عن بعد وغيرها من التقنيات الحديثة ، واستخدام عوازل الماء المطورة وعوازل الصوت والحرارة مما يؤدي إلى المحافظة على الطاقة.
أما في ما يخص التصميم المدني فهو عبارة عن الخطوة الثانية بعد التصميم المعماري الذي اعتمده المالك لبناء المنزل على أرض الواقع ، ومن أهم مسؤوليات المهندس المدني الواجب تحقيقها في التصميم هو عنصر الأمان للمالك بأقل التكاليف بما يلائم متطلبات التصميم المعماري .
ويتضمن التصميم المدني على تصميم الهيكل الخرساني المسلح أو الهيكل الحديدي للفيلا والتي تتكون عادة من الخرسانة المسلحة والطابوق و العوازل المختلفة أو بناء هيكل المبنى بالحديد البارد و الحار ( steel structure)
أن كثرة تنوع التصاميم المعمارية للمنازل في الكويت تزيد من ثقافة المهندس المدني وتحفز لديه الابداع في ابتكار التصاميم الجديدة التي تحقق متطلبات الجوانب المعمارية المتنوعة .
وتتطلب التصاميم الجديدة مثلا وجود صالات كبيرة جدا بدون أعمدة لتوفير أكبر قدر من المساحة ، ما يتطلب تصميم هيكل خرساني يلائم هذا الوضع واستخدام بعض أنظمة البناء غير المتداولة سابقاً في الكويت كنظام ( الهوردي) لتقليل الأعمدة أو زرع الأعمدة على الجسور مما يساهم في رفع الكلفة المادية على المالك .
إن تنفيذ التصاميم المعمارية في وقتنا الحالي أعلي كلفة من تلك التي كانت تبنى قبل ٤٠ عاما تقريبا وذلك بسبب وجود الصالات الكبيرة المكلفة والاضافات الكثيرة التي يطلبها المالك على الواجهات الخارجية للمنزل .
وننبه كل شخص مقبل على البناء على ضرورة أخبار المهندس المعماري بالمبلغ المرصود للبناء واعتماد التصميم الذي يتضمن الطراز المعماري الجميل في حدود الامكانيات المادية المتوفرة وعدم الانسياق وراء كل جديد حتى ينأى بنفسه عن الدخول في المشاكل المالية والقروض المرهقة التي تعكر صفو الأسرة وتنهي حلمهم الجميل بامتلاك بيت العمر .