تمر اليوم الذكرى الستيون لتأسيس جمعية المهندسين الكويتية في 20 نوفمبر 1962 ، وهو تاريخ اشهارها ، وبهذا تعتبر أول جمعية نفع عام أشهرت في دولة الكويت رسميا.
واليوم يمكن القول أن الجمعية رائدة مؤسسات المجتمع المدني في الكويت عموما وجمعيات النفع العام بشكل خاص ، ترسخت هذه الريادة بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها خلال السنوات الأخيرة وتولي الشباب قيادة الجمعية لتنطلق الى آفاق الشراكة الحقيقية مع مؤسسات الدول في تحقيق أهداف الدولة في تحقيق التنمية بالكويت. قمة النجاح في تنفيذ مشروع حيوي في التنمية البشرية ودعم توجهات الدولة في تعديل التركيبة السكانية دون أن يكلف المال العام أي كلفة مالية ، بل حمل عن الحكومة عبء الاعتماد المهني للمهندسين غير الكويتيين العاملين في الكويت أو الراغبين في العمل بها .
وتجلت مشاركة الجمعية أكثر إبان جائحة كورونا حيث حولت مبناها الى مصنع للمعدات الطبية المساندة التي تحتاجها الخطوط الأمامية ، وجهزت مواقع لمحاجر استخدمت اثنين منها الجهات العاملة في تنفيذ مشاريع حيوية لابد من استمرار العمل .
رئيس الجمعية المهندس فيصل دويح العتل قال بالمناسبة: بداية نوجه الشكر للمؤسسين وندعوا الله أن يمدَّ الأحياء منهم بموفور الصحة والعمر المديد ، وأن يرحم من توفى منهم ، كما نتوجه بالشكر إلى المعاصرين من زملاءنا وزميلاتنا الذين كان لدعمهم لنا دورا كبيرا في تحقيق مايصبون إليه، والشكر لكل من دعم الجمعية طوال هذه المسيرة البناءة في العمل التطوعي – الهندسي بشكل خاص، حتى أصبحت الجمعية ولله الحمد رقما صعبا لايمكن مجاراته في عملها التطوعي وسط مؤسسات المجتمع المدني بدولة الكويت. ونؤكد أن هذا النجاح بعمل الجمعية يؤكد ويرسخ شعارنا الذي نرفعه اليوم ” الأوطان تبنى بسواعد أبنائها ” .
وزاد العتل قائلا بالمناسبة: هذا التاريخ الطويل من عمر الجمعية واكب نهضة الكويت العمرانية والاقتصادية منذ ستينيات القرن الماضي ، يؤكد النظرة الثاقبة والرؤية بعيدة المدى لرواد العمل التطوعي – الهندسي في دولة الكويت ، والمراحل التي مربها تاريخ الجمعية كلها تشير إلى ريادة هذا الدور بمختلف المجالات الفنية – الهندسية، فالمهندس الكويتي مساهم رئيسي في كل المجالات التنموية في البلاد وخاصة خلال فترة النهضة العمرانية وكان مهندسا للتخطيط ولتطوير الاقتصاد وصاحب مبادرات تنموية في مختلف المجالات.
وقال أيضا : إن الجمعية اليوم بشبابها الحاليين ماضية على طريق المؤسسين في تعزيز دور المهنة والمهندس وخدمة الدولة والمجتمع وأعضاء الجمعية ، ونجهد في مجلس الادارة على توفير كافة السبل لتنفيذ مبادرات ومشاريع المتطوعين ، وللجمعية في السنوات الست الماضية مجموعة من المبادرات التي قدمتها للحكومة وأدرجت 2 منها في خطة التنمية :
– الأولى إنشاء مركز كفاءة الطاقة ورغم أن الفكرة لم تنفذ لكن يكفينا فخرا أننا سلطنا الضوء على موضوع الطاقة المتجددة وتحول اسم وزارة الكهرباء والماء الى وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة .
– الثانية وهي تعديل التركيبة السكانية من خلال مشروع “المهندسون قادة المستقبل ” وهو مشروع في التنمية البشرية يهدف الى تأهيل وتدريب كافة القطاعات الهندسية تمهيدا لتكويت شامل للمهنة في القطاعين العام والخاص ،وهو أمر ممكن ومتاح فلدينا فقط في الجمعية نحو 20 ألف مهندس ومهندسة .
وتابع العتل: حاليا تقوم الجمعية بتنفيذ جزء من هذه المبادرة وهي تنقية سوق العمل من المهندسين والمهندسات غير المعتمدين، حيث تم تقييم ومراجعة عضوية نحو 70 ألف مهندس ومهندسة غير كويتيين منذ مارس 2018 ، وهذا المشروع لم يكلف الدولة أية أموال ، بل شكل موردا لدعم أنشطة الجمعية وتوسعتها والأهم من ذلك أخرج أكثر من 12 ألف مهندس غير كويتي من سوق العمل بعد أن تبين أن مؤهلاتهم غير معتمدة أو لم يتجاوزون الاختبارات المهنية ، وهذه الفرص باتت أمام المهندس الكويتي وعشرات الزملاء باشروا وانطلقوا للعمل في القطاع الخاص بعد أن سنحت لهم الفرصة بذلك وباتت هناك شواغر هندسية ، مضيفا أن أن هذه التجربة المميزة ارتقت بأداء المهندسين المعتمدين ومهاراتهم وحسنت من دخلهم .
وقال العتل : نعمل للمستقبل والحاضر معا فقدمنا ولدينا مبادرات لم تنفذ ونأمل من الحكومة تنفذيها ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
– الاعتماد المهني للعمالة غير الكويتية : مبادرة بدأت باعتماد المهندسين ونأمل الموافقة على توسيعها لتشمل العاملين في المهن الهندسية المساندة كحاسبي الكميات ، والرسامين الهندسيين ، ومهندسي المساحة و ونظم المعلومات والأمن السبراني وغيرهم. وفي مرحلة لاحقة تتوسع الاعتماد المهني لتشمل مهن أخرى كالمعلمين والمحاسبين والاقتصاديين وغيرهم .
– المبادرة الأخرى التي تم تقديمها ولم تنفذ ” تشغيل المهندسين الكويتيين في سلك التعليم بمدارس وزارة التربية التي تعاني نقصا في المدرسين وخاصة في المجالات العلمية ، ولدينا العشرات بل والمئات من الزملاء والزميلات الذين أبدوا رغبة بذلك، وهذه المبادرة انطلقت في مرحلة سابقة ونأمل أن تستمر بالتعاون مع وزارة التربية وديوان الخدمة المدنية .
وأردف رئيس ” المهندسين ” قائلا : ومن مبادراتنا التي نأمل تنفيذها هو مشروع مركز الابتكار ، وهو عبارة عن حاضنة علمية للابتكارات الهندسية ، والجمعية على استعداد لانشاء وتنفيذ المركز دون أي كلفة على الدولة ، وقد تواصلنا مع جامعة انكليزية واطلعنا على مركزها ودراسة المشروع وحتى تكلفة انشائه وتحديد احتياجاته المالية والبشرية باتت جاهزة فنأمل الموافقة على المشروع وتقديم الرعاية المعنوية والدعم لإنشائه.
وأضاف ، وأما إذا تكلمنا عن الانجازات فيكفينا فخرا أن نشير الى ماقام به المهندسون في جائحة كورونا فأن تنتج بجهود فردية مئات الآلاف من القطع التي يمكن استخدامها للوقاية دعما للصفوف الأمامية من خلال تحويل مبنى الجمعية الى مصنع بمعدات بسيطة ، هذا أمر لا يمكن تجاهله ونحن على ثقة أن أجيال المهندسين والمنصفين في تأريخ المجتمع المدني الكويتي سيقفون كثيرا على هذا الإنجاز الكبير.
وختم العتل القول بالمناسبة: إن جمعية المهندسين اليوم تنتظر رعاية كريمة لاحتفاليتها بهذا المناسبة ، فهي ذراع مهني – مجتمعي مبادر قدم للكويت وساهم في نهضتها وشباب المهندسين اليوم سائرون على خطى المؤسسين لعودة الكويت درة للخليج ، وبهذه المناسبة ندعوا الله أن يحفظ الكويت وأهلها ويديم عليها نعمه كافة في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده حفظهما الله ورعاهما .