سعتنعي جمعية المهندسين الكويتية المغفور له الشيخ صباح ناصر السعود الصباح عن عمر يناهز 64 عاما وسيوارى جثمانه الثرى الساعة التاسعة من صباح اليوم الاربعاء.
نقلا عن جريدة الوطن
وكان الشيخ صباح الناصر السعود الصباح يحمل بكالوريوس الهندسة المعمارية وقد عمل في وزارة الدفاع وتولى قطاع هندسة المنشآت لسنوات ثم عين وكيلا لوزارة الدفاع حتى تقاعد.
ولم يوقف التقاعد المغفور له عن اداء دوره الوطني حيث اهتم بالقضية الاسكانية وطرح مبادرة «فزعة» وتتضمن مشروعا وطنيا يسهل حصول المواطن على سكن.
والفقيد كان من ابطال المقاومة اثناء الغزو العراقي الغاشم، وعمل مع الشيخ علي سالم العلي الصباح والشيخ عذبي فهد الأحمد.
كما كان للشيخ صباح الناصر تاريخ وطني مشرف ابان الغزو العراقي الغاشم، فقد كان له دور مشهود في مقاومة الغزو العراقي الغاشم، فكانت هناك صور كثيرة تجمعه بعدد كبير من رجال المقاومة الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم فداء للكويت وحباً لها.
وعرف المغفور له باستقامته واهتماماته العلمية حيث سجلت له 7 براءات اختراع نال في احداها جائزة دولية في العام 2007 في معرض اختراعات الشرق الأوسط.
و«الوطن» إذ آلمها هذا المصاب الجلل.. لتدعو الله جلت قدرته أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
{إنا لله وإنا إليه راجعون}
==========
صباح الناصر.. في ذمة الله
من أوائل من دعا لرعاية الشباب الكويتي وتشجيعه وحثه على تحصيل العلم
أسهم في تطوير هندسة المنشآت العسكرية لتغطي وزارتي الدفاع والداخلية والحرس الوطني
انضم إلى اللجنة الرئيسية للمقاومة الشعبية إلى جانب علي سالم العلي وعذبي الفهد
إعداد هشام البدري- أحمد حمودة:
تشيع الكويت اليوم ابنا بارا من أبنائها المخلصين ورجلا من رجالاتها الأوفياء وابنا من أبنائها الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل نهضتها ورفعتها فقد فقدت الكويت أمس الشيخ صباح الناصر الصباح وكيل وزارة الدفاع الأسبق الذي وافته المنية عن عمر يناهز 64 عاما وقد حمل في تاريخه سجلا كبيرا ومشرفا في خدمة الوطن والمواطنين خلال عمله العسكري حيث تربى على يديه العديد من الاجيال وكان مثالا يحتذى به في الانضباط العسكري، الفقيد رحمه الله عرف عنه الاخلاق العالية وادبه وتواضعه مع الجميع حيث كان محبوبا من الجميع ويشهد له القاصي والداني بانجازاته التي كان لها ابلغ الاثر في العسكرية الكويتية.
كل من عمل مع الراحل يعلم مدى اخلاصه وحبه لبلده وعمله وأنه لم يكن يدخر وقتا ولا جهدا في سبيل تقديم خدمة تليق بالكويت وأبنائها وابراز وجه الكويت الحضاري وضرورة الاهتمام بالعنصر البشري واستغلال طاقات الشباب الكويتي فيما يفيد بلده ومجتمعه.
كان رحمه الله من أوائل من دعا لرعاية الشباب الكويتي وتشجيعه وحثه على تحصيل العلم ومواصلة مسيرة الابداع والتفوق وبادر بتقديم مشروع «ورقة»، وتابعت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الأمر وطلبت منه المشاركة في لجنة لرعاية المخترعين، بعد ان لاقى المقترح المقدم اهتمام سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وبات دراسات موسعة توجت بانجاز مشروع «مركز صباح الأحمد للموهبة والابداع».
كما كان يطلب دائما ابعاد السياسيين عن التعامل مع المخترعين والمبدعين، قائلا «نأمل ان تتعدل الكثير من الأمور لصالح الكويتيين المجتهدين في وزارات الدولة بعيدا عن الواسطة والمحسوبيات، وأنه ولله الحمد نحن في الكويت بنعمة كبيرة حيث اننا نستطيع ان نقول هذا الأمر وأن نذهب لننام دون خوف من أحد».
كان رحمه الله يؤكد دائما ان السياسة عندما تدخل في أي أمر أو مسألة تعمل على تخريبه، قائلا: «وأنا متخوف على عيالنا اذا استمر الوضع في الانحدار بسبب السياسة لا طبنا ولا غدا الشر»، منتقدا عدم وجود آلية واضحة أو قوانين تدعم من خلالها الدولة المبتكرين والمبدعين من أبناء الوطن.
حياته
ولد الشيخ صباح الناصر الصباح رحمه الله في 1950/12/23 في الكويت، وفي عام 1953 بدأ مراحل تعليمه في روضة المهلب واستمر فيها مدة عامين حتى انتقل الى مدرسة السالمية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة وبعدما بدأ رحلة الشباب، التحق بثانوية الدعية حتى نال الشهاة الثانوية عام 1970 وسافر بعدها الى واشنطن وانضم الى الجامعة الكاثوليكية طالبا في كلية الهندسة حتى حصل على بكالوريوس الهندسة المعمارية من جامعة واشطن سنة 1975.
عاد بعدها الشيخ صباح الناصر الصباح الى الكويت فالتحق بالعمل مهندسا معماريا في بلدية الكويت في 1976/5/19 حالما بتطوير ادوات العمل المعماري وارساء دعائم معمارية جديدة للمباني الحكومية والمشروعات الاجتماعية الاخرى مستوحية من الروح الكويتية طابعا ومنهجا لها.
غير انه في العام 1978 انتقل من بلدية الكويت الى هندسة المنشات العسكرية في وزارة الدفاع حاملا امانة تطوير وتحديث الية العمل في هذا الموقع المهم والحساس في جسد الوطن.
أسهم المهندس الشاب في تطوير هندسة المنشآت وعمل على تحويل الجهة الادارية التي يعمل فيها الى خمس ادارات يبللها عرق اكثر من اربعمائة موظف كويتي آنذاك، وأصبحت اعمالها تغطي وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني بكفاءة عالية ولم يكتف بذلك بل وضع المستقبل نصب عينيه، حيث قام بتدريب طلبة الجامعة والمعاهد التطبيقية.
قام الشيخ صباح الناصر مع مجموعة من رفاقه عام 1983 برحلة بحرية الى دول مجلس التعاون الخليجي للتعارف وتبادل الخبرات ووجهات النظر واكتشاف اسرار البحر ومكنونات الحياة البحرية.
استغرقت رحلة الصداقة هذه 22 يوما على سطح المركب (مريم) الذي اطلق عليه هذا الاسم تيمنا باسم جدته لأبيه رحمها الله.
اثنتا عشرة براءة اختراع
ولم تقف تجربة الشاب المجبول من طين الخمسينيات وبداية الطفرة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الكويت عند حدود المألوف، فقد كانت لاصابعه ذاكرة نشطة متقدة استطاعت ان ترسم ملامح احلامه والتوصل الى ابتكار ينفع الناس وكانت حصيلة تعبه اثنتي عشرة براءة اختراع محلي وسبع براءات اختراع عالمية مسجلة في الولايات المتحدة واوروبا.
لم يحبس عطاءه في اطار الوظيفة وانما كان ينقر طموحاته الممزوجة بالحماس في كل بستان بذل وحقل عطاء.
وفي جمعية المهندسين الكويتية ساهم مع زملائه بالعمل على خلق رؤى جديدية وافكار مستوحاة من الروح الكويتية الخالصة وتحمل عبق تاريخنا المجيد.
مقاومة الغزو
انضم رحمه الله بتكليف من الامير الوالد رحمه الله الشيخ سعد العبدالله الصباح الى اللجنة الرئيسية للمقاومة الشعبية حيث اشرفت هذه اللجنة على ايصال المساعدات المالية والعينية لكل الكويتيين الصامدين في وطنهم، كما اشرفت على تنظيم العصيان المدني وادارة الجمعيات التعاونية ومحطات البنزين والكهرباء ودور الرعاية وجميع المستشفيات واعادة تشغيل خطوط الهاتف.
وعمل الراحل مع كل من الشيخ علي سالم العلي و الشيخ عذبي الفهد الاحمد الصباح الاعضاء في المقاومة آنذاك.
وقامت المقاومة الكويتية واهل الكويت جميعهم على ايصال المعونات الى الاسرى العسكريين في المعتقلات العراقية ومساعدة عائلاتهم فاعطت هذه الاعمال المجيدة الطمأنينة والثقة بالانسان الكويتي وعبرت عن مدى صلابته وعفته وكانت عاملا اساسيا ومهما في نيل ثقة قوات التحالف التي قامت بالتنسيق مع المقاومة الكويتية وتلقت المعلومات واعطتها التعليمات حتى تحررت الكويت.
ذكريات
لن ينسى الكويتيون حينما لم يتمالك الراحل الشيخ صباح الناصر نفسه في أحد اللقاءات التلفزيونية وبكى متأثرا عند حديثه عن ذكريات الاحتلال الصدامي الآثم وما جرى في تلك الفترة وما اعقبها من تكريم لشخصيات اجنبية وعربية وعالمية بأوسمة تحرير الكويت وتم التغاضي عن الشخصيات الكويتية التي قدمت الغالي والنفيس لهذا الوطن ولم يتم تكريمها، وقال حينها «ان الجميع عمل من اجل خير هذه الديرة وحبا لها وعندما يتم طلب تكريم تلك المجموعة من الناس ليس فقط لاجلهم انما لاجل اولادهم واحفادهم».
أمضى الراحل نحو 33 عاما في العمل الحكومي وكان من اكثر الناس حرصا على الثقافة والعلم والتحديث وفق العادات والتقاليد الكويتية العريقة وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف، انطلاقا من هذا الشعار كان يمارس دوره في مسيرة الكويت نحو التطوير المستمر.
عند سؤاله في احد اللقاءات الصحافية حول خطط التنمية التي تقرها الحكومات المختلفة كان يقول رحمه الله: «الأهم من اقرار الخطة هو الانسان الكويتي وبناؤه»، متسائلا: «هل نحن نعمل لبناء هذا الانسان وتنميته»؟، مشيرا الى ان عطاء الكويتيين كان بارتفاع مستمر الا أنه وبعد التحرير بدأ في الانخفاض وأنه ناقش مثل هذا الأمور مع نحو 8 وزراء للتربية في محاولة لحثهم على تطوير البرامج التعليمية والتربوية ومخرجات التعليم لأنه الأساس لكن دون جدوى.
ومن الأحداث التي لا تنسى أيضا عندما فاجأ الراحل الحضور في معرض اختراعات الشرق الاوسط الاول الذي اقيم في الكويت، وعلى الرغم من انشغاله بمهام وظيفته الثقيلة والمرهقة الا ان ذلك لم يمنعه من ممارسة هوايته المفضلة وهي الاختراعات، حيث سجل اسمه ضمن المتسابقين في المعرض وكانت المفاجأة ان حصل اختراعه على جائزة المعرض الاولى مناصفة مع أحد المخترعين.
وكان الاختراع عبارة ساعة مخصصة لحكام كرة القدم وهو الاختراع الذي حاز تقدير اعضاء لجنة التحكيم الدولية للمعرض وانتزع اعجاب الحضور، بل اهتمت به اكثر المواقع الرياضية التي تناولت هذا الاختراع باسهاب وحصل على اعلى معدل للتعليقات في كثير من المواقع المهتمة بهذه الاختراعات وبعض هذه الاختراعات قد دخل بالفعل الى خطوط الانتاج محليا واقليميا عبر شركات متخصصة، وكان من أول هذه الاختراعات هو قطعة اثاث متكاملة ومتحركة يبلغ وزنها نحو 12 كيلوغرامات ويمكنها ان تتحول الى سرير نوم وكرسي للجلوس وتحمل الاسم التجاري «حقيبة ملكية» وهي واحدة من أوائل ابتكاراته رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
أما ثاني الاختراعات فكان عجلة هوائية هيدروليكية متغيرة يمكنها ان تتشكل بحسب طلب صاحبها الى مختلف الاشكال، وقد قدم هذا الاختراع الى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ونال عليه عدة جوائز تقديرية أيضا.
كما كانت هناك أيضا عدة اختراعات ترتبط بمجال عمله في المجال العسكري والاسلحة وبطاريات الصواريخ وغيرها.
خلال فترة عمله كوكيل لوزارة الدفاع كان دوما يردد أنه سوف يخدم الكويت من أي موقع وفي أي مكان وزمان وأنه تحت أمر الكويت متى ما طلبت منه أي عمل، لذلك حتى بعد ان تقدم بطلب للتقاعد من العمل في العام 2008، بعد 33 عاما من العطاء طلبا للراحة وترك المجال لغيره ليكملوا مسيرة العمل والعطاء لم تكن قضايا الكويت بعيدة عن ذهنه وظل مهموما بوطنه وقضاياه.
==========
سيرة ذاتية
الشيخ صباح ناصر السعود الصباح
الميلاد: 23 ديسمبر 1950
الابناء: الزين، ايمان، ناصر، مريم، مبارك
الدراسة: بكالوريوس هندسة معمارية – الجامعة الكاثوليكية واشنطن
الأعمال والأنشطة
1978-1976 مهندس في بلدية الكويت.
1978 مدير ادارة المنشآت العسكرية بوزارة الدفاع.
1988 وكيل مساعد لهندسة المنشآت العسكرية بوزارة الدفاع.
2008-1998 وكيل وزارة الدفاع.
عضو جمعية المهندسين الكويتية.
عضو جمعية حماية البيئة.
عضو مجلس امناء مكتب الشهيد.
عضو سابق في مجلس ادارة الهيئة العامة للإسكان.
تولى عضوية لجنة تحكيم مسابقة الهيئة العامة للإسكان.
1994 حصل على المركز الأول في مسابقة تصميم طابع سنوي لوزارة المواصلات.
احد قادة المقاومة الشعبية الكويتية اثناء الغزو العراقي له عدد من الاختراعات المسجلة في أمريكا واوروبا والعديد من دول العالم.