سعدية مفرح : رعاية المؤسسات الحكومية للمبدعين تفرض عليهم رقابة غير مباشرة ، على جمعيات النفع العام أن تكون همزة وصل بين أعضائها والمجتمع عموما.
استضاف نادي زوايا فكرية بجمعية المهندسين الكويتية الشاعرة والناقدة الثقافية الإعلامية سعدية مفرح ، وذلك في أمسيته التي عقدت مساء أول من أمس ( الاثنين 1 سبتمبر) بمقر الجمعية ، وشارك فيها كل من الروائي إسماعيل فهد إسماعيل والكاتب الشاب خالد النصر الله وعدد من المهندسين والمهندسات وضيوف النادي.
قدمت للأمسية كالعادة رئيسة النادي المهندسة سعاد الكندري بتقديم لمحة تعريفية عن ضيفة الأمسية ، وشرح بسيط عن أهداف النادي ، مشيرة الى الرغبة في تعليم القراءة الصحيحة وليس القراءة فقط من خلال الكتب التي تتم مناقشتها شهريا أو من خلال الفعاليات التي يقوم بها النادي.
بدورها دعت مفرح في بداية حديثها جمعيات النفع العام الى المبادرة والاهتمام بالمجتمع وليس بأعضائها فقط ، واصفة إنشاء النادي الثقافي بجمعية المهندسين بالخطوة المتميزة التي تقوم بها الجمعية في المجتمع رغم أنها غير متخصصة بالشأن الثقافي.
وقدمت المفرح عرضا عن كتابها ” سين –سيرة ذاتية ناقصة “، موضحة أن هذا الكتاب كان ثمرة للتفاعل الإليكتروني وخلاصة للإجابات التي كانت الكاتبة ترد بها الكاتبة على الأسئلة التي كانت توجه لها يوميا من خلال منتديين ثقافيين على شبكة الانترنت .
وأضافت : أن الكتاب جاء كفكرة بعد أن تجمعت لدي مجموعة من الإجابات على تلك الأسئلة وهي إجابات تعبر عن قناعاتي في ذلك الوقت ، ولم تكن فكرة الكتاب مخطط لها بل جاءت وليدة الصدفة ، مشيرة إلى أن لحظة انطلاق أجمل الابداعات تأتي بالصدفة.
وأكدت أن الكتاب احتوى على أسئلة في غاية الاحراج ، مشيرة إلى عدم وجود مجاملة من قبل صاحب السؤال بسبب عدم المواجهة المباشرة مع الشاعرة أو الكاتبة ، مضيفة أن الكتاب حمل اسمه الحالي سين في آخر لحظة كان من المقرر أن يكون باسم ” وأعدوا لهم من قوة”.
وأشارت الى أن الإجابات التي يتضمنها الكتاب تمثلها في وقتها أو في المرحلة تمت بها ، وقد تختلف الإجابات عليها لو وجهت الآن ، أما سيرة ذاتية ناقصة فقد تمت اضافتها من قبل الناشر في ذلك الوقت ، وأنني أرى أن السيرة الذاتية تبقى ناقصة ولا تكتمل إلا بالموت ، كما أنها منقوصة لأنها لا تتسم بالصراحة فهناك خطوط حمراء لا يمكننا تجاوزها في مجتمعنا ، فنحن لا نقدر على المصارحة في كتابة السيرة الذاتية بسبب أسرارنا التي لم نعتد البوح بها .
وأشارت الى أنها لم تكن موافقة على إضافة عبارة سيرة ذاتية ، لكنها عدلتها بإضافة كلمة ناقصة ، مضيفة أنني أعتذر عادة عن الأمسيات الشعرية لقناعتي بأن قصائدي نثرية ويستشعرها الجمهور من خلال القراءة وليس من خلال السمع.
وحول دور المؤسسات الثقافية للموهبين والمبدعين الشباب قالت المفرح أنها ترفض الرعاية المباشرة من قبل المؤسسات الحكومية للمواهب الشابة ، مشيرة الى أن هذه الرعاية تفرض قيودا بشكل مباشر أو غير مباشر ، فالمبدع الذي يعرف أن جهة ترعاه سيحد من ابداعه دون أن يقصد .
وأوضحت أن أي جهة رسمية ترعى أي موهبة سيكون هناك مقابل مرئي أو غير مرئي لهذه الرعاية ، فالمبدع الذي يقدم ابداعه لهذه المؤسسة وبرعايتها لا بد وأن يلتزم بشروطها ، وهكذا يقيد المبدع نفسه في لحظة الابداع التي يجب أن يقتنصها ويطلق لها الحرية المطلقة ، فلا يمكن للإبداع أن يقيد بشكل مباشر أو غير مباشر، وإذا قبل بهذا القيد فإنه سيكون أقل ابداعا ومحدودا، وهنا نحن نتكلم عن لحظة الكتابة والتدوين للأفكار وليس النشر.
وقالت المفرح : أن عدم موافقتها على رعاية المؤسسات الرسمية للمبدعين ومنهم الكتاب ، لايعفي هذه الجهات من دورها المطلوب في توفير بنية تحتية متطورة للمناسبات الثقافية ، وتنظيمها من معارض للكتاب أو للفنون التشكيلية ، ومؤتمرات ، مهرجانات وأمسيات ثقافية ونشر وغيرها.
وفي ختام اللقاء قامت المفرح بالرد على أسئلة الحضور ومناقشة أراءهم فيما يتعلق بكتابها ” سين سيرة ذاتية ناقصة” .