أحمد محمد العازمي – كبير مهندسين – شركة نفط الكويت
كل ما تحدثت مع أحد الاصدقاء عن موضوع توفير الطاقة فإن أول ردة فعل هي “فكنا زين!” اي انهم غير مقتنعين بهذا الموضوع. الى درجة ما لا أستطيع ان الومهم لان الطريقة التي تعرض فيها مواضيع توفير الطاقة دائما ماتكون مرتبطة بإضاءة LED او أجهزة تحكم ذكية وتكنولوجيا حديثة، او مجسات حركة أو مؤقتات تشغيل، أو حتى ترشيد استخدام الاجهزة و التكييف و الاضاءة. أي انه عندما يتم التحدث عن هذا الموضوع فإن اول ما يطرأ على بال الشخص هو الأثر المادي الذي سيكلفه أو العناء الذي يصاحب تعديل نمط حياة “الترشيد” الجديدة.
لكن لايجب للتوفير ان يبدأ من هناك، و في اعتقادي و حسب تجربة بسيطة أجريناها في احد مباني شركة نفط الكويت فانه من الممكن توفير جزء كبير جدا من الطاقة (قد يصل الى النصف في المباني الحكومية) بدون إضافة أية اجهزة أو تمديدات أو حتى التأثيرعلى نمط الحياة الاعتيادي.
هذا الاسلوب هو ما يسمى بتوفير الطاقة السلوكي أو Behavioral Energy Saving. أي أنه إن اجريت بحثا بسيطا* ستجد أن استهلاكا غير ضروري مستمر طوال اليوم ، فعلى سبيل المثال من الممكن ان تجد الاضاءة او مراوح التهوية تعمل في منزلك في أماكن غير مستخدمة طوال اليوم (مثل السرداب, او غرف وحمامات غير مستخدمه) مجرد الوعي بهذا “الهدر” يمكنك من ايقاف الاستهلاك المستمر من هذه الأماكن بدون تاثر حياتك اليومية أو اضافة أو تغيير أي جهاز.
في أحد مباني الشركة تم تركيب مؤقت يطفئ التكييف من الساعة الخامسة مساءا وحتى الخامسة صباحا وعطلة نهاية الاسبوع (هناك بعض المباني الحكومية التي تطبق هذا النظام) حيث لم يشعر أي من الموظفين بأي تغير طرأ على مكان العمل. أي أن التكييف كان يعمل ليلا بدون اي داعي، لم نحتج الى تغيير التكييف الى نظام ذي كفاءة عالية و قليل الاستهلاك، و لم نحتاج الى رفع درجة حرارة التكييف خلال ساعات العمل للتوفير، مجرد مؤقت بسيط بسعر رمزي يقلل الاستهلاك بنسبة كبيرة.
فعندما يقول لك احدهم “فكنا زين!” في المرة القادمة اشرح له أن الموضوع لا يحتاج دفع أي مبلغ أو تركيب أي نظام معقد وحديث، كل مايجب عليه هو “الوعي” لمصارف الاستهلاك الضرورية منها وغير الضرورية. ودمتم.
*في تجربتنا تم تركيب عداد ذكي لمعرفة استهلاك الكهرباء من كل جزء من المبنى (التكلفة أقل من 100 دينار)