- العتيبي مع المتحدثين الرئيسسيين في الندوة
- تكريم المحاضر خالد بودي
- جانب من الحضور
- صورة جماعية
لم تتفق رؤى 3 متخصصين حول دور النفط في الاقتصاد الكويتي والطموحات المترتبة اقتصاديا عليه كمورد وحيد للدولة ، حيث أكد مهندس متخصص أن النفط غير ناضب وأن انطلاقة تنويع مصادر الدخل يجب أن تكون من النفط نفسه ، ورأى دكتور متخصص وعضو سابق للمجلس الأعلى للبترول أن أهم داعم لتعزيز وتنويع مصادر الدخل هو الارتقاء بأداء الأجهزة الحكومية وانهاء البيروقراطية فيها، والثالث استشاري في التخطيط ورأى أن كثير من المؤشرات تؤكد تراجع الكويت بعدد من المجالات.
جاء ذلك في الندوة التي أقامتها جمعية المهندسين الكويتية بعنوان” دور النفط في دعم الاقتصاد الكويتي بين الواقع والطموح “ مساء أول من أمس ( الأربعاء ) والتي شارك فيها كلا من العضو السابق للمجلس الأعلى للبترول الدكتور خالد محمد بودي، ورئيس مجلس ادارة نفط الكويت سابقا المهندس أحمد العربيد ، والمستشار في المعهد العربي للتخطيط الدكتور عبد مولاه.
افتتح الندوة أمين سر جمعية المهندسين الكويتية المهندس فهد ارديني العتيبي بالتأكيد على أهمية تناول مثل هه القضايا الحيوية من قبل المهندسين والمتخصصين ، لافتا الى أن أهمية هذه الندوة ترجدع الى أننا بلد لايزال النفط هو مصدر دخل الدول الوحيد وأننا بحادة ماسة الى اطلاع رأي الفنيين وأصحاب الخبرة لدعم الخطط التنموية التي تطرحا الدولة وخاصة ” كويت 2035″.
بدأت الندوة بكلمة مدير الحوار عضو هيئة التدريس في كلية الدراساتالتكنولوجية الدكتور جمال السعيدي بالاشارة الى أن الندوة ستتناول 4 محاور رئيسية هي الدور الحالي والمستقبلي للنفط في اقتصاديات الكويت ومخاطر الاعتماد مصدر وحيد للايراد و البدائل المتاحة لتنويع الايراد مثل التوسع في الصناعات النفطية والبتروكيماوية وغيرها ، الرؤية الاستراتيجية للوضع الحالي والمستقبلي قصير وبعيدالمدى والمشاركة النفطية مالها وماعليها وأخيرا محور الجوانب الانشائية والاتفاقات الدولية المتعلقة بالتوسع الصناعي والتغيير المناخي محليا واقليميا.
بدروه استعرض عضو المجلس الأعلى للبترول سابقا الدكتور خالد بودي الوضع الخالي لانتاج النفط عالميا ودور اتفاق أوبك في عملية استقرار الأسعار وارتفاعها خلال الفترة الماضية ، لافتا الى 33 % من الطاقة العالمية يوفرها النفط وأن الاستكشافات الجديدة والتطور التكنولوجي يجعل من الصعب بمكان التنبوء بامكانية نضوب النفط أو تحديد موعد لذلك.
ولفت بودي الى امكانية نضوب اقتصادي للنفط من خلال تقلص الحادة له نتيجة للاعتماد المتزايد على الطاقات الجديدة مثل الشمية والرياح والحرارة وغيرها ، محذرا من مغبة الاعتماد على النفط لوحده مصدر لجدخل الدولة ونحن بحاجة ماسة الى تنوع مصادر الدخل .
وحذر بودي من الارتفاع المستمر والتضخم في ميزانية الدولة ، وأنه كان علينا أن نعمل لتحويل ايرادات النفط الى أصول يمكن أن تضخ في الميزانية لا أن نقوم بصرف هذه الايرادات في الميزانية التي ترتفع سنويا بشكل كبير ، لافتا الى أنه من الصعب الاستمرار دون تعديل الهيكل الاداري للعمل الحكومي والحد من انشاء هيئات ومؤسسات جديدة زادت من بيروقراطية العمل الحكومي .
وأكد بودي أن أحد أهم العوامل التي يجب الانتباه اليها هو ترشيد الصرف الحكومي و وتقليص الهيكل الحكومي ، والانتقال الى نظام الحكومة الذكية وليس العمل الالمرتوني فقط ورفع أجهزة الحكومة ، لافتا الى ضرورة أن تتم الاستفادة أيضا من ايرادات الصندوق السيادي للدولة لتغطية جزء من النفقات والصرف في العمل الحكومي.
واقترح بودي ضرورة تشكيل فريق من الخبراء المتخصصين لتطوير ايرادات الدولة وتنويعها ، داعيا السلطتين التشريعية ولاتنفيذية الى تطوير أداء الخطط الاستثمارية وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل ، مشيرا الى وجود الكثير من الكفاءات الوطنية القادرة على المساهمة في تحقيق استراتييجة تنويع مصادر الدخل في البلاد وتطوير أداء العمل الحكومي.
ومن جهته قال رئيس مجلس ادارة شركة نفط الكويت سابقا المهندس أحمد العربيد إن نعمة النفط باقية الى الأزل ولن تنضب ، وأننا نسمع هذا الكلام من خمسينيات القرن الماضي، لافتا الى أن ها الحديث يندرج ضمن محاولات الهيمنة والتناول السياسي لقضية النفط وليس الدانب الفني.
وأشار العربيد إن نضوب النفط قد يحدث اذا لم نحسن استخراجه من مكامنه التي تحتاج الى مزيد من التطوير التكنولوجي ، محذرا من الوصول الى عجز بشري في الوصول الى الكثير من المكامن التي يتم استكشافها يوما بعد يوما .
وذكر العربيد أن الصناعات النفطية هي أحد الحلول المثلى لتنوع الدخل ، وأن أكثر من 300 ألف منتج يوجد في العالم حاليا وهي منتجات نظيفة وقابلة للاستهلاك وعددها يرتفع يوميا مع الاستخدامات المتقدمة لتقنية النانو ، لافتاى الى أن هذه المنتجات ترفع قيمة برميل النفط من 60 دولار حاليا لبرميل النفط الخام الى 3 آلاف دولار .
ولفت العربيد الى أن الطاقات الجديدة التي يتم التحول اليها حاليا ليست في حرب مع انتاج النفط ، بل هناك تكامل بين كافة الطاقة لتلبية الارتفاع المضطرد لعدد السكان في العالم.
وقال: إننا ومنذ 30 عاما نتحدث عن بديل للايراد النفطي ولم نحصل على هذا البديل ، ولهذا علينا أن نبدأ من النفط لنجد بدائل أخرى ونحقق تنوعا في الدخل فبعد النفط يأتي النفط .
ومن جانبه أكد المستشار في المعهد العربي للتخطيط الدكتور وليد مولاه، أن الكويت بحاجة ماسة الى تعزيز التنافسية لديها لأن هذا المؤشر بتراجع في الوقت الذي نشهد فيه حرية اقتصادية ودخلا مرتفعا .
وذكر عبد مولاه، أن أهم التحديات الاقتصادية هي تراجع مؤشرات القدرة الانتادية في القطاع النفطي ، داعيا الى التخطيط الاستراتيدي وتحديد أهداف مستقبلية ووضع الوسائل الخاصة بالحالة الكويتية ، وأن جعل البلد مركزا ماليا وتجاريا لن يتحقق بين ليلة وضحاها.
ودعا عبد مولاه الى صياغة سياسة صناعية جديدة في القطاع النفطي وتعزيز النسبية التنافسية بالاعتماد على أدوات الخرائط الاستثمارية وفضاء السلع وسلاسل القيمة الدولية.
وذكر عبد مولاه ، أن سياسة التحول الى القوى العاملة الوطنية وادخالها الى القطاع الخاص لم تنجح رغم ارتفاع الكلفة المالية لهذه السياسة ، مضيفا أنه يجب أن يكون القطاع الخاص نفسه جداذبا للعمالة الوطنية.
وفي ختام الندوة قام رئيس الجمعية المهندس فيصل دويح العتل وأمين السر المهندس فهد ارديني العتيبي وامين الصندوق المهندس علي الفيلكتوي ولامدير العام المهندس حسين ششتري بتكريم المحاضرين ، مع الدعوة لمزيد من اللقاءات الفنية تحت مظلة الجمعية.